رئيس التحرير يكتب: مصر في القرن الافريقي بمنطق الشراكة لا الوصاية
مصر حاضرة بقوة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا في منطقة القرن الأفريقي، ليس بوصفها دولة جوار جغرافي فقط، بل باعتبارها فاعلًا إقليميًا مركزيًا يدرك أن أمنه القومي يبدأ من دوائر أبعد من حدوده المباشرة.
أولًا: الحضور السياسي مصر تتعامل مع دول القرن الأفريقي (إثيوبيا، السودان، إريتريا، جيبوتي، الصومال، كينيا) بمنطق الشراكة لا الوصاية.
تعتمد القاهرة على:
الدبلوماسية المباشرة والزيارات الرئاسية والوزارية المتبادلة.
دعم استقرار الدول الوطنية ومنع تفككها، لأن انهيار الدولة في هذه المنطقة ينعكس مباشرة على أمن البحر الأحمر ومصر.
لعب دور متوازن في النزاعات، خصوصًا في السودان والصومال، مع رفض أي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة.
ثانيًا: الحضور الأمني والعسكري مصر تنظر إلى القرن الأفريقي باعتباره جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي، لذلك:
ترفض عسكرة البحر الأحمر أو تحويله لساحة صراع دولي.
تدعم بناء الجيوش الوطنية ومؤسسات الأمن في الدول الشقيقة، بدلًا من الميليشيات.
تشارك في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الحيوية، خصوصًا باب المندب، الذي يمثل شريانًا مباشرًا لقناة السويس.
ثالثًا: الحضور الاقتصادي والتنموي الحضور المصري هنا ذكي وهادئ، يقوم على:
الاستثمار في البنية التحتية (طرق، موانئ، كهرباء، مشروعات طاقة).
التعاون في مجالات الزراعة والري والصحة والتعليم، ونقل الخبرات المصرية.
تعزيز التجارة وربط الأسواق الأفريقية بمصر كبوابة رئيسية إلى المتوسط وأوروبا.
رابعًا: ملف المياه وسد النهضة مصر تتحرك في القرن الأفريقي دفاعًا عن:
حقها التاريخي والقانوني في مياه النيل.
مبدأ عدم الإضرار، ورفض السياسات الأحادية.
تحويل الصراع المحتمل إلى تفاوض قائم على المصالح المشتركة، دون تفريط في الحقوق




